mardi 2 août 2022

لا تتعلم اللغة العربية القاصرة المحنطة فهي تزيدك من الجهل

 لا تتعلم اللغة العربية القاصرة المحنطة فهي تزيدك من الجهل



هذا العنوان ربما يعتبره البعض مستفز و يهز كيان القوميين العروبيين الذين يقدسون العربية ربما اكثر من الدين و لكنها حقيقة هذه اللغة العربية التي لم تستطع ان تطور نفسها الى لغة علم و اختراع و لم تستطع ان تكون الفصحى لغة عوام الناس في ما يسمى زيفا العالم العربي و نحن نعلم ان لا احد في هذا العالم العربي و المستعرب يتكلم العربية الفصحى حتى في موطنها الاصلي بلاد الجزيرة العربية وهي حبيسة الكتب المدرسية والكتب الادبية وفقط واذا تكلم احدهم بالفصحى في الشوارع العربية استغرب منه الناس ومنهم من يضحك عليه وكانه مجنون.
ايضا اللغة العربية لم تنتج ابدا العلوم التقنية والتكنولوجية ما زال الباحث على مثل هده العلوم التقنية يلجا الى المراجع الانجليزية والفرنسة والاسبانية وغيرها والا العربية فلا يوجد في مراجعها الا الكتب المترجمة التي فاتها العلم.لهذا فتعلم العربية دون اللغات الاجنبية هذا يزيدك جهلا و تخلف عن ركب الحضارة المادية و التقنية
اللغة العربية في المجال التقني والعلمي لغة ميتة و إبداع العرب الوحيد من خلال اللغة العربية :ألا وهو الشعر .
الابداع في الشعر وفقط قبل الدعوة الإسلامية و منحها القرآن التقديس فيما بعد لتكون لغة دينية إعجازية مقدسة،بالنسبة للقومجي المستعرب لكن مع التراجع الفكري و الركود العلمي ارتدت العربية لتبقى وعاءً مقدسا فقط. دخل العرب والمستعربة القرن العشرين عراة لا يملكون من مقومات الحضارة شيئأً حتى لغة الشعر إبداعهم الوحيد كانت قد ماتت قبل الدخول،فالعربية والشعرفي الجاهلية كانت اقوى من القرن العشرين .
قطار التطور التكنلوجي فات العرب عندما اراد بعض العرب الاستفاقة واللحاق بقطار التطور التكنلوجي الذي ركبه من نسميهم العجم واحيانا (الكفار) تبين لهم انهم في كوكب والأمم الاخرى في كوكب اخر (تصوروا حتى ملابسنا الداخلية يصنعها ذلك الاعجمي ولولاه لكنا نمشي حفاة عرات .
بعد محاولات التململ العربي للنهوض من الغفوة اكتشف العرب وجود ما يسمى بالعلم و التكنولوجيا واكتشفوا كذلك ان علماء العجم (الفرنسيين والانجليز والصينيين والروس واليابانيين ووو ) سبقوهم الى اكتشاف العلوم التقنية وطوروها كل بلغته القومية و طوروها الى حد اصبح هناك فارق حضاري تقني وعلمي رهيب.بين العرب وبين تلك الاقوام فارق لا يمكن تداركه الى الابد.
عندما كان العجم ولغاتهم تتطور وتكتشف سر الالكترونات والاكهرباء والكيمياء كانت اللغة العربية ما زالت ترقص في الشعر وكتب الادب التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
نتيجة ذلك التاخرعجزت لغة العرب عن استيعاب ما وجدوه من طوفان من العلوم والمصطلحات التقنية لدى العجم بعد هذا السبات العميق.
وجدت اللغة المقدسة عجزها عن استيعاب ما وجده قوم اعاجم لذا لامت العرب وعكست ألمَها مما هي عليه على لسان شاعرهم حافظ إبراهيم و مما قالته اللغة المحنطة:
وسعت كتاب الله لفظا و غاية وما ضقت عن أي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة و تنسيق أسماء لمخترعات
لا شك في أن حافظ إبراهيم الذي اعتمدته اللغة للكلام عنها لم يكن على دراية بماهية لغة العلم المعقدة و متطلباتها و ربما اللغة المسكينة التي تخلى عنها أهلها وحنطوها لم تكن لتعرف حقا ماذا حل بها و كيف تم تحنيطها من قِبل أبنائها.
اليوم يجب أن نتسائل هل العربية يمكن أن تكون لغة علم
قد يبدوا تبرير قابلية اللغة على استيعاب وصف آلة أو البحث عن أسماء لمخترعات يعطيها القابلية لتكون لغة للعلم تبريرا ساذجا و سطحيا. وهذا ما هرول وراءه الكثير من اللغويين والمجمعيين العرب لاشتقاق مصطلحات عربية مقابلة لمصطلحات العلوم المعاصرة ووضعوا القواميس لها، لقد كان ركضهم وما يزال وراء سراب، لأن العرب الآن ليسوا منتجي علم بل متقبلين لبعض مما يُنتج وما على اللغويون إلا متابعة ما يستجد للبحث عما يرادفه و بصورة مستمرة و دائمة.
إن لغة العلم ليست مجرد وعاء استيعاب لنقل ما هو موجود. للغة العلم الحديثة مميزات كثيرة منها:
أنها لغة حية علميا و هذا يعني أنها الوعاء الأول للناتج العلمي.
البحوث الجديدة أول ما تكتب تكتب بلغة العلم المقبولة عالميا. إنها اللغة التي تنتج مصطلحات جديدة يتم الترجمة عنها باستمرار، فلغة العلم يجب أن تكون لغة منتجة للمصطلح إضافة لكونها قابلة للترجمة، والعربية في هذا المجال هي لغة ميتة لا تنتج أي علم تقني ولا أي مصطلحات هذه اللغة التي حنطت بكتب الشعر والادب تابعة علميا للغات العجم تاخذ منهم على الدوام ولا تنتج شيء.
أن اللغة حتى تكون حية يجب ان تكون لغة واسعة الانتشار علميا وتكنولوجيا وليس المقصود بالحية هو عدد المتكلمين بها بل عدد مراكز البحوث التي تعتمدها، وعدد الدوريات التي تصدر بها وعدد الكتب التي تكتب بها والمؤتمرات التي تعتمدها كلغة مقبولة .
أنها اللغة التي تجمع ما بين القدرة على التوضيح مع استخدام الرمز (الحروف والعلامات) لكتابة العلاقات العلمية والرياضية.
أنها اللغة التي تتعامل بها مؤسسات نشر عالمية وبذلك يكون مطبوعها متوفر ومتراكم ويمكن الرجوع له كمصدر دائم. وهذا يعني أن هذه اللغة تغوص في تاريخ التخصص العلمي والتكنولوجي لتوفير المعلومة المطلوبة.
تعاني اللغة العربية من قصور فادح في تكوين المصطلحات التقنية ذات المعاني الدقيقة نظرا لافتقادها إلى نظام تركيب مشابه لنظيره في اللغات الأوروبية .. و لهذا يضطر المترجمون في كثير من الأحيان إلى ترجمة الكثير من المصطلحات و المفردات في صورة جمل و عبارات طويلة ..
اللغة العربية هي لغة اشتقاقية يكون تكوين المفردات فيها من خلال إضافة أحرف مزيدة لجذر الكلمة لتكوين كلمات جديدة ذات اوزان محددة .. فعل ، فعَّل ، انفعل ، افعولل ، فاعل ، منفعل ، انفعال ، فعال ، مستفعل ...الخ .. لكن مهما بدت لنا كثرة الأوزان فهي تبقى محدودة و لا تسمح بالمضي قدما في اشتقاق مالانهاية من المفردات على عكس توهمات من يؤمن بأسطورة ال12 مليون كلمة .. فعدد الأحرف المزيدة عشرة و عدد الصيغ و الأوزان التي يمكن تكوينها منها يبقى محدودا مقارنة بلغات تركيبية او لغات يكون الاشتقاق فيها بإضافة الزوائد affixes ..
تسمح الزوائد السابقة و اللاحقة prefixes and suffixes في لغة كالانجليزية مثلا بتكوين مفردات تحمل معاني دقيقية بشكل لا يمكن القيام به في اللغة العربية و سأعطي عددا من الأمثلة على ذلك ..
تضاف "السابقة" -re للمفردات للدلالة على إعادة الفعل او التكرار .. فمثلا open تعني "فتح" و reopen تعني "أعاد الفتح" .. و لا يوجد في العربية مقابل يسمح باشتقاق افعال من هذا القبيل .. فنقول "يعيد تنظيم" بدل reorganize و "إعادة الإعمار" بدل reconstruction .. و نقول "أعاد الانظمام" بدل rejoin .. و "أعاد الشحن" مقابل reload .. و "أعاد التركيب" مقابل reassemble .. و "ظهر للسطح مجددا " مقابل resurface ...الخ ..
و هناك آلاف الأفعال و الأسماء التي يمكنها ان تحمل السابقة -re التي لا يوجد سبيل إلى إيجاد مقابل لها في العربية مكون من مفردة واحدة ..
و ربما كانت لغات تحمل ثنائيات مثل (think / rethink) (voir / revoir) تسمح لحاملها بشكل لاشعوري بالتفكير و إعادة التفكير و المراجعة أكثر من لغات لا تسمح نظم الاشتقاق فيها من صياغة هذه الثنائيات المهمة ..
كذلك الحال ربما مع السابقة -un في اللغة الانجليزية و الذي تفيد التراجع او إلغاء او إبطال أمر ما .. فهي تسمح لاشعوريا بالتفكير بطريقة مختلفة حول الفعل و إبطال او مراجعة الفعل .. do / undo .. فالفعل subscribe مثلا يقابله unsubscribe في حين نقول في العربية "سجل" و "ألغى التسجيل" ..
تستخدم السابقة -de أيضا للدلالة على الإلغاء أو نزع امر ما .. فالفعل declassify يفيد "رفع السرية" و deregulate يفيد "إلغاء القوانين و القيود" و dehydrate يفيد "نزع الماء" ، و decarbonaization يفيد "خفض نسبة الكاربون في الغلاف الجوي" ...الخ
و مثل السابقة -de هناك سابقات مهمة مثل -dis و -mis .. تسمح بشكيل مفدات تحمل معاني لا مقابل لها في العربية .. مثل misunderstood "أساء الفهم" و misplace و التي تعني "وضع الشيء في غير مكانه" ..
تستخدم السابقات مثل -in و -im و -il للدلالة على النفي .. و هي مهمة جدا في صياغة الكثير من المفردات .. و غالبا ما يضطر المترجم العربي إلى ترجمتها في صورة مضاف و مضاف إليه .. ك "غير قانوني" مقابل illegal و "غير منطقي" مقابل illogical و "غير لائق" او "غير مناسب" مقابل improper ...الخ
تستخدم السابقة -bi للدلالة على المثنى او الثنائية او الازدواج .. فنقول bilingual و يقابلها في العربية "ثنائي او مزدوج اللغة" .. و نقول "نصف شهري" مقابل bimonthly للدلالة عن الأمر الذي يحدث مرتين في الشهر .. و نقول "ذو غرفتين" ترجمة لكلمة bicameral .. و نقول "ثنائي القطب" ترجمة ل bipolar .. و نقول "العضلة ذات الرأسين" مقابل biceps .. و نقول "يمشي على قدمين" مقابل biped ...الخ
و مثلها سابقات تدل على العدد او التعدد ، مثل -tri للثلاثة ، فنقول بالعربية "العضلة ثلاثية الرؤوس العضدية" مقابل triceps و "دراجة ثلاثية عجلات" مقابل tricycle .. و مثل -quadri في كلمات مثل quadripole "رباعي الأقطاب" , و quadriped "رباعي الأرجل" ...الخ .. و كذلك "خماسي الأضلاع" مقابل pentagon و "سداسي الأضلاع" مقابل hexagon .. و كذلك الحال لكثير من المصطلحات الهندسية كمتوازي الأضلاع و شبه المنحرف و القطع المكافئ و القطع الزائد القطع الناقص و نصف القطر ...الخ
كذلك ايضا مع السابقة -poly التي تفيد التعدد .. فنترجم كلمة polyglot إلى "متعدد اللغات" ، و polygamy إلى "تعدد الزوجات" ، فرغم انه أمر مألوف عند العرب إلا أنه لا توجد كلمة مفردة له على عكس اللغات الأوروبية ..
كذلك تستخدم السابقات -mono للأحادي و -mini للصغير و -mega للكبير و -hyper للضخم و -micro للأبعاد الدقيقة و -macro للأبعاد الكبيرة ...الخ و هي مهمة جدا في اللغة العلمية .. الأمثلة على ذلك لا تحصى و لا تملك العربية القدرة على صياغة مفردات لمعظم هذه المصطلحات التي تضم هذه السابقات ..
فنقول "زراعة أحادية" بدل monoculture و حد "أدنى مقابل" minimun ، و "فرط ضغط الدم" بدل hypertension ...الخ
تستخدم السابقات -pre و -post للدلالة على السابق و اللاحق .. و غالبا ما يتم ترجمة ذلك بإضافة عبارة "ما قبل" و "ما بعد" كما في prehistory "ماقبل التاريخ" و postmodernism "ما بعد الحداثة" و posttraumatic "ما بعد الصدمة" ..
تستخدم السابقات -endo و -exo للدلالة على ما هو داخلي و خارجي .. فتترجم كلمة exoplanet إلى جملة "كوكب خارج النظام الشمسي" و تترجم كلمة endoscopy بالتنظير الداخلي او الباطني .. في الدراسات الانثروبولوحية مثلا نستخدم مصطلحات مثلا endogamy و exogamy للحديث عن الزواج داخل المجموعة (الأسرة او القبيلة او الطائفة) و الزواج خارج المجموعة .. و لا توجد مفردات مماثلة في اللغة العربية .. و كذاك مصطلحات مثل homogamy , hypergamy و polyandry ...الخ
لا تسمح العربية في الغالب بصياغة كلمات مفردة لأسماء العلوم و التقنيات .. فمثلا تترجم كلمة sociology بعلم الاجتماع .. و anthropology بعلم الإنسان ، و بعض تلك الترجمات صارت مالوفة و معتادة .. لكن هذا لا يلغي استمرار صعوبة الترجمة .. فمفردات مثل siciological و social لها معاني مختلفة و لا يصح دوما ترجمتها بالاجتماعي .. ناهيك عن مصطلحات مثل sociometry .. sociometric .. socioeconomic.. sociogenomics .. sociomatrix .. sociogram .. sociolect .. sociorobotics .. و هناك اكثر من 200 من المصطلحات من هذا القبيل التي تبدأ ب socio و لا أحد منها يملك ترجمة في صورة مفردة .. و هذا بخصوص علم من العلوم الإنسانية فما بالك بالعلوم الطبيعية و التقنية ..
كذلك تعاني العربية من هذا القصور و بشكل واضح في مجال الطب و العلوم الحيوية مقارنة مع الانجليزية و الفرنسية اللتان تستخدمان العديد من العناصر اليونانية و اللاتينية في نحت المصطلحات العلمية عن طريق التركيب و استخدام الزوائد affixes ..
فمثلا hepatitis تترجم بالتهاب الكبد الفيروسي ، asymptomatic و تترجم "بدون أعراض" .. anemia بفقر الدم .. antivital بمضاد للفيروسات .. diaphragm بالحجاب الحاجز .. lobotomy بالجراحة الفصية .. و القائمة لا تنتهي ..
🔟كل الأمثلة السابقة كانت تتعلق بسابقات prefixes .. و هي تعد بالمئات ، و يمكن ايضا إعطاء ما لا يحصى من الأمثلة عن "اللاحقات" suffixes التي عددها أضعاف عدد "السابقات" .. لكنني سأكتفي هنا بمثال واحد كان من الأمور التي لفتت انتباهي إلى قصور اللغة العربية منذ أيام الثانوية و هو اللاحقة able- التي تفيد القابلية ..
فنقول breakable بمعنى "قابل للكسر" و unbreakability اي "عدم القابلية للكسر" .. و foldable أي "قابل للطي" ، و unsellable أي "غير قابل للبيع" .. traceable اي قابل للتعقب .. negotiable أي قابل للتفاوض ...الخ
تتميز اللغات الاوروبية أيضا بالقدرة على استخدام الاختصارات acronyms بشكل سلس عبر استخدام اول حرف من كل كلمة .. مثل nato , aids , fda , tnt , fbi , mma ...الخ .. و هذا أمر غير ممكن في العربية .. خاصة لأن طريقة نطق حروفها ثقيلة على اللسان .. فالفنون القتالية المختلطة mma لا يمكن ان تختصر إلى "فقم" او "فاء قاف ميم" ..
و استخدم الاختصارات هو امر مهم جدا في العلوم التقنية و علوم الهندسة و البرمجة ، و امتناع ذلك في العربية يحرمها من ميزة في غاية الأهمية ..
كل ما سبق من الأمثلة هو قطرة من بحر .. فعدد ال affixes يعد بالمئات .. و عدد العناصر التي يمكن استخراج مفردات جديدة منها لا يعد و لا يحصى .. ناهيك عن الاختصارات التي تسهل بكثير عملية التواصل و التدوين بعيدا عن التكرار و الإطالة ..
كل هذا يدل على أن العربية ككل اللغات تعاني من قصور و نقاط ضعف .. فلا هي اللغة المثالية او اللغة الكاملة كما يزعم الكثيرون و كما "يخرط" علينا بعض الدعاة و تجار الإيديولوجيا ..
إنها لغة جميلة و لها تاريخ و تراث ككثير من اللغات الكلاسيكية .. لكنها ايضا لغة معقدة و صعبة و مهجورة .. لغة يمكنها نظريا ككل اللغات ان تكون لغة علم ، لكن إن حصل ذلك فلن يحصل دون إصلاحات و تغييرات جذرية تخرجها عن القوالب الجامدة التي تحكمها و تلد منها لغة جديدة كما ولدت اللغات الأوروبية الحديقة من لغات اعقد و أصعب ..
*هذا المنشور يتناول جزئية محددة تتعلق بجانب من علم تشكل الكلمات morphology.. و إلا فإن المقارنة في مجال علم دلالات الألفاظ semantics يكشف أيضا الكثير من مواطن القصور ..
فقر المصطلحات التقنية في العربية اعاقها ان تكون لغة علم :
مما تقدم نجد أن لغة العلم ليست مجرد وعائاً يمكن تبديله بالترجمة بل مؤسسات ضخمة توفر لقرائها البحوث السابقة والحالية إضافة إلى توفيرها الكتاب العلمي (الأكاديمي) بمستوياته المختلفة.
كانت أول تجربة عربيه حاولت أن تمنح اللغة العربية صفة لغة العلم في العصر الحديث هي التجربة المصرية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. لقد كانت على ما يبدو من ضمن الحماسة القومية أكثر من كونها خطة مدروسة. لقد أصدرت القاهرة مشروع “الألف كتاب” وهو مشروع ترجمة كتب عالمية مختارة للغة العربية. لقد كانت تجربة مفيدة للمثقف العربي إلا أنها لم تتطور لأنها كانت أعجز من أن تتمكن من توفير المراجع العلمية المختلفة الاختصاصات.
نحن الآن في عام 2017 م و ليس 800م و علوم اليوم ليست مثل علوم الماضي، الاختلاف ليس كميا فقط وإنما نوعيا و منطقيا..اللغة العربية لم تستطع مواكبة تسونامي العلوم وتاخرت عن لغات العجم واصبحت لغة تابعة وليست متبوعة تاخذ مما انتجه الغير.والمشكل ان الفارق بينها وبين اللغات الحية التي تنتج التطور فارق خيالي يجعل من اللغة العربية لغة ميتة حنطها اهلها بكتب الشعر والادب والدين والمسلسلات الماجنة.
حتى محاولة ايجاد مصطلحات علمية وتكنلوجية موحدة للغة العربية بائت بالفشل وذلك بسبب مشكلة المصطلح العلمي الذي اختلف العرب على ترجمته كل دولة على هواها. ومشكلة استخدام الرمز العلمي والرياضي.
وكما يختلف الساسة العرب في مواقفهم فإن المجامع العلمية العربية التي ركضت وراء ترجمة المصطلح العلمي هي ايضا اختلفت فيما بينها، فهناك ترجمة مصرية وأخرى عراقية وأخرى سورية … للمصطلح الواحد. مثلا مصطلح (Momentum) تمت ترجمته بالزخم وكمية الحركة و العزم و هكذا الحال مع باقي المصطلحات. في حين نجد الشعوب الناطقة باللغة الانكليزية تستخدم جميعها نفس المصطلح.
ظهرت محاولات ترجمة المصطلحات العلمية و التقنية الى العربية في الكثير من الدول العربية، ولكنها جميعا محاولات متلكئة محلية الطابع رعتها السياسة و الأيديولوجية الحاكمة أكثر من كونها ضرورة اجتماعية. كما قام الكثير من الأساتذة العرب بتأليف أو ترجمة الكثير من الكتب العلمية،
مع بداية تلاشي النهضة العلمية في الدول العربية والمستعربة (حوالي 1000م) أخذت اللغة تتقوقع ضمن الإطار الديني و الأدبي و مع الاحتلالات الأجنبية المتكررة و التي كان آخرها الاحتلال العثماني تلاشت حتى القدرة الأدبية للغة العربية واصبحت لا تستطيع ان تنتج حتى الشعر لتتحول إلى مجرد لغة دين مقدسة.
اللغة اللتي لا تجدد ولا تتكيف مع واقعها تموت:
العربية المعيارية الموغلة في كلاسيكيتها ( الفصحى ) هي بعيدة عن اللسان المحلي اليومي لانسان لعربي و المستغرب مثل بعد اللاتنية عن الفرنسية والانكليزية القديمة عن الحديثة والعثمانية عن التركية الحديثة في الوقت الحالي الفصحى العربية اصبحت عائق حقيقي لانفجار الطاقات الابداعية للعرب لا حظ انه كلما تعرب المجال العلمي والتكنلوجي في المعاهد والجامعات كلما تقهقر مستوى اللغات الأجنبية لدى الطلاب وكلما تقهقر مستوى تحكم الطلاب في اللغات الأجنبية تقهقر مستواهم المعرفي التكنلوجي والعلمي (99 بالمئة من المراجع والدوريات والاكتشافات بالانجليزية والفرنسية والألمانية ), وما توفره مؤسسات الترجمة من مواضيع تافه جدا لمواكبة التسارع الفضيع في الانتاجات العلمية العالمية
الطريق مازال بعيد جدا حتى تعتمد البلدان العربية على اللغة العربية للنهوض بالتكنولوجيا وما زال العرب قوم تبع لاولائك العجم . و انه لمن الخطا الجسيم ان نحرض الناس على الابتعاد عن اللغات الاجنبية و اتباع سياسة التعريب:
نعم عزيزي القارئ من الخطا اتباع سياسة التعريب الاعمى للمناهج التعليمية في القطاع المتوسط والثانوي والعالى لان التحكم في لغات البلدان المتقدمة مثل الفرنسية والانجليزية ضرورة استراتيجية وحتمية مثل حاجة الانسان للماء ان توقف عنه مات وما دام البلدان العربية متخلفة بقرون عن ركب المعارف التكنلوجية عليها ان تسعى اولا للتعلم من هؤلاء العجم ومن خلال لغاتهم حتى تلحق بركب المنتجين للتكنولوجيا والعلوم ومن ثم يمكن القول بان اللغة العربية لغة حية.
اللغات الاجنبية مثل ( الانجليزية والفرنسية والالمانية والروسية واليبانية ووو)التي يصدق فيها القول انها حيةهذه اللغات الاعجمية هي حقا لغات حية لان الحي ينتج ويلد .بينما اللغة العربية حقا لغة ميتة لم تنتج شيء من التطور المادي الملموس لهذا صدق من قال تعلم العربية يزيدك من الجهل