بطلان فتوى تحريم نقد تاريخ معاوية بن سفيان
في جزائرنا العزيزة هناك تاريخ العروبيين المزورالذي يقدس دولة معاوبة بن ابي سفيان الاموية ذلك التاريخ الذي شربونا إياه في الثانويات مرصعا بالفضة مكتوبا بحبر من أرجوان وموشى بالذهب، كله فخار بالانتصارات والانجازات والأمجاد الماسية ما بعدها انتصارات وانجازات وأمجاد وفتوحات في القرن السابع أروع من ما يكون وغزوات قبائل أعرابية لبلاد المغربالامازيغي الكبير في القرن الحادي عشر في منتهى الإنسانية والحنان.
هذا التاريخ الوردي الذي افهمونا انه لاتملكه تواريخ شعوب الأرض كلهاوليس فيه ما يطعن به.
درسونا (تاريخ الامة العربية والفتوحات الأموية الأعرابية) مليئا بالقداسة والنقاء، كان تاريخا ما بعده من تاريخ لا يمكننا المس او تحليل أخطائه تاريخ مقدس وكلما انتقدناه ولو بالحلم و العلم و الدليل الموثق يخرج لنا اتباع بني امية في وقتنا الحالي يقولونا لا تذكروا اخواننا بسوء و استغفروا لهم وان الله امرنا في كتابه العزيز ان نترحم على هؤلاء المسلمين الذين سبقونا بالايمان ودليلهم قوله تعالى :
والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.
وهذا القول من ربنا حق ولكن الكثير يريد به الباطل لانه لا يفسر بهذه الشمولية المغرضة للتغطية على جرائم الطغات والفجار من المسلمين او على معاوية حين يساوون بين المسلم الصالح وبين المسلم الفاجر والظالم وهذا خطا فادح و تسرع
بتاويل الايات دون علم بخصوصياتها لقد جعلوا من انفسهم شرطة لحماية تاريخ معاوية وبني امية الضلمة وهذا ظلم للتاريخ و منهي عليه في الاسلام
- قال عليه الصلاة والسلام (يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة ووزراء فسقة وقضاة خونة وفقهاء كذبة فمن أدرك منكم ذلك فلا يكونن لهم جابياً ولا عريفاً ولا شرطياً) [مجمع الزوائد]
مشكلة البعض انه لا يقرأ واذا قرأ فـأنه لايفهم واذا فهم تأول الكلام بما وافق هواه و الجواب سيكون على ضوء كتاب الله وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم على قاعدة القران الكريم (اذا اختلفتم في شيء فردوه الى كتاب الله ورسوله )
تعني هذه الاية '' ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان'' المهاجرين والانصار وقد نزلت فيهم لهذا فالاية تعني المسلمين الاولين الذين سبقوا الى الاسلام وسماهم الله المؤمنين وهم المهاجرين والانصار واصحاب بدر و بيعة الرضوان والخلفاء الراشدين الاربعة وكل صحابي بشر بالجنة ولا تشمل كل المسلمين الى اخر الزمان فلا يعقل ان المسلم المجرم و الذي مات وفي رقيته جرائم القتل و الفسق والطغيان يكون مقصود بالاية الكريمة
ومن ذلك لا يعقل ان ندعوا بالرحمة لاولائك الامويين الذين قتلوا الحسين و احفاد الرسول وقتلوا ايضا الصحابة المبشرين بالجنة تحت نفس الاية او تحت نفس المظلة
و ليعلم الناس ان معاوية ليس مقدس حتى يحرم على الناس نقد تصرفاته وتاريخه و على الناس ان تفرق بين النقد و الانتقاد وحتى لو اعتبرنا معاوية من الصحابة وهو غير ذلك فهو من الطلقاء رغم ذلك نقول انه في الصحابة المؤمن والفاسق والمنافق ولا تعني كلمة صحابي بالضرورة لن يكون من المؤمنين و في الاسلام اشارة انه من الصحابة الكثير من يدخل النار جاء في حديث الرسول في رواية مسلم المتفق على صحتها على ان الملائكة يوم القيامة تصد بعضا من صحابة الرسول عن الحوض وعن الجنة كما جاء في الحديث الصحيح
وليصدنّ عنّي طائفة منكم فلا يصلون ،فأقول: يا رب هؤلاء من أصحابي،فيجيبني مَلَك فيقول:وهل تدري ما أحدثوا بعدك
بل من اساسيات العقيدة الاسلامية هو التبرء من المجرمين والظلمة والبراء منهم حتى لو كانوا من المسلمين
ماهي عقيدة الولاء البراء؟
قال الله تعالى: { لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(المجادلة: 22).
- قال عليه الصلاة والسلام (إنه ستكون بعدي أمراء من صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد على الحوض ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وهو وارد على الحوض) [رواه الترمذي والنسائي تحت الوعيد لمن أعان أميراً على الظلم].
وقد ورد في فضلهم هؤلاء السابقون آيات وأحاديث كثيرة منها :
قوله تعالى:
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (سورة التوبة)
وقال تعالى:
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا سورة الفتح:
وقال تعالى:
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا سورة الفتح
وقد فهم متقدموا أهل السنة والجماعة ومتأخروهم أن المراد من الآية السابقة الأمر بالدعاء والاستغفار من اللاحق للسابق، لهؤلاء الفئة من المسلمين الذين سبقوا بالامان وشهد لهم الله تعالى ورسوله على الايمان ورضى عنهم وبشرهم بالجنة و امر بالدعوة لهم من الخلف للسلف،على مدى الزمان
وإليك طائفة من أقوال بعض العلماء السنة ولدينا منها الكثير و الكثير في مفهوم تلك الاية التي تخص فئة معينة من المسلمين وليست عامة لكل المسلمين
قال الحافظ ابن كثير:
(قوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ [الحشر:] هؤلاء هم القسم الثالث ممن يستحق فقراؤهم من مال الفيء وهم المهاجرون ثم الأنصار، ثم التابعون لهم بإحسان، كما قال في آية براءة: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ [التوبة:]. فالتابعون لهم بإحسان هم المتبعون لآثارهم الحسنة وأوصافهم الجميلة الداعون لهم في السر والعلانية ولهذا قال تعالى في هذه الآية الكريمة: وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ [الحشر:] أي: قائلين: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ في قُلُوبِنَا غِلًّا أي: بغضاً وحسداً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [الحشر:] وما أحسن ما استنبط الإمام مالك رحمه الله من هذه الآية الكريمة أن الرافضي الذي يسب الصحابة ليس له في مال الفيء نصيب لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء في قوله رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ في قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ .....انتهى
للتذكير اكثر المدافعين عن معاوية هم اتباع جماعة الاخوان المسلمين و خاصة عندما ينتفد او يعلق الامازيغيين سلبيا على معاوية بن سفيان و يذكرون اخطائه و جرائمه في حق العرب و الاقباط و الامازيغ ويستعمل الاخوان المدافعين عنه الاية السابقة من القرءان ليمنعوا الناس من نقد معاوية على اساس انه صحابي مسلم و يقال بأن النبش في التاريخ مدعاة للفتنة ، وأنه عفا الله عم سلف وهي فتوى باطلة كما سنبينه
ولهؤلاء نقول ان عبادة الأبطال الامويين المزعومين من قبل العروبيين و طائفة الاخوان المسلمين وصناعتهم وتقديسهم هي سمة مرافقة لعصور التخلف الذي أخذ فيه العقل العروبي إجازتة المفتوحة ، فمن هنا جاء الفكر الاخواني والسلفي الداعشي الحالي المهيمن على أفئدة السذج من المسلمين لاستعادة تقديس السلف بتراثه، صالحه و طالحه باعتباره الصحيح في الإسلام ، وكل مناقشة له تُعد ضلالا وكفرا حسب ذلك الفهم السقيم للقرءان ودون الإحتكام لآيات القران الصريحة في الأمر ولا للحديث المتفق عليه و لا للمراجع التاريخية الموثقة وصدقت الحكمة القائلة
''كم من عائب قولا صحيحا...وعلته من الفهم السقيم''
انه لمن الخطا الجسيم ان تفهم هذه الاية على ان المسلمين الحاليين يستغفرون لكل من سبقهم على حد سواء برهم و فاجرهم صالحهم و طالحهم ثم يفتون علينا ان لا ننتقد تلك الشخصيات الاموية مثل معاوية حتى لو كان ذلك بالعلم و الحلم و الدليل الموثق
واما السب و اللعن للشخصيات التاريخية القديمة سواء كانت أصلحت او أجرمت فهي ميزة الجهلة وهي تصرفات لن تنفع ولن تضر هؤلاء الامويين في قبورهم و لسنا ارباب حتى نحكم على معاوية بالايمان او الكفر او الجنة او النار فذلك علمه عند الله وما كان لديه مِن وِزر فعليه وِزره إلى يوم القيامة
كذلك التقديس الاعمى للشخصيات العربية و تحريم النقد العلمي لها فهذا هو الجهل بعينه
فكثيرا ما تناغمنا بعقولنا الصغيرة مع (النقل) دون (العقل) وأنتجنا عقلا خرافيا ساذجا ، على شاكلة عقل من كتب على قبر الصحابي (حجر بن عدي ) المقتول هدرا: هذا قبر سيدنا حجر بن عدي رضي الله عنه ، الذي قتلهُ سيدنا معاوية رضي الله عنه ، لأنه رفض البراءة من سيدنا علي رضي الله عنه ، هذا الكاتب يناصر من ؟ ، أهو مع القاتل أم المقتول ؟
على هذا النسق نسير ، نستقبل المعرفة دون وزنها وتقدير ثمنها ، ونرددها تباعا ونؤمن بمضمونها دون أدنى استفسار أوشك فيها ، والشك غالبا ما يكون ممدوحا و بداية لليقين ، فتغيب عن فكرنا تساؤلات ضرورية لتخليص المعرفة من شوائبها ، فباختفاء ( كيف؟، ولماذا؟ ومتى ؟ ،وما الفائدة ؟ ) نترك العقل ميدانا خصبا لزرع كل مفسدة شاردة وواردة .
حجـج تهافتُ كالزجاج تخالها حــقاً وكــل كاسـرٌ مكسورُ
فلماذا تدافعون عن معاوية وامراء بني امية وتحرمون نقدهم وكانهم انبياء او رسل او من اهل الجنة وتحسبون كل نقد لهم هو نقد لكم قال تعالى (يحسبون كل صيحة عليهم)
فليعلم جماعة الاخوان و الدواعش ان امامكم السيد قطب رحمه الله كان ينتقد معاوية بن سفيان ويقول في كتابه العدالة الاجتماعية في الاسلام نشر دار الكتب العربية الصفحة 172 و 174
فلما ان جاء معاوية وصير الخلافة الاسلامية ملكا عضوضا في بني امية لم يكن ذلك من وحي الاسلام انما كان من وحي الجاهلية فامية بصفة عامة لم يعمر الايمان قلوبها وما كان الاسلام الا رداء تخلعه وتلبسه حسب المصالح و الملابسات
ةفي الصفحة 174 يقول السيد قطب
ومعاوية هو ابن سفيان و ابن هند بنت عتبة وهو وريث قومه جميعا واشبه شيء بهم في بعد روحه عن الاسلام فلا ياخذ احد الاسلام بمعاوية او بني امية فهو منه ومنهم
براء
الصفحة 171
فلما ان جاء معاوية وصير الخلافة الاسلامية ملكا عضوضا في بني امية لم يكن ذلك من وحي الاسلام انما كان من وحي الجاهلية فامية بصفة عامة لم يعمر الايمان قلوبها وما كان الاسلام الا رداء تخلعه وتلبسه حسب المصالح و الملابسات
وفي الصفحة 174 يقول السيد قطب
ومعاوية هو ابن سفيان و ابن هند بنت عتبة وهو وريث قومه جميعا واشبه شيء بهم في بعد روحه عن الاسلام فلا ياخذ احد الاسلام بمعاوية او بني امية فهو منه ومنهم
براء
الدكتور جمال البنا ابن مؤسس جماعة الاخوان المسلمين
امية هم سبب تدهور الامة الاسلامية الى الان)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire