عزيزي القارئ لقد فجعنا في ديننا وعقلولنا وفطرتنا الإنسانية في الايام الاخيرة من شهر جوان 2020 و
في قلب الحرب بين الانسان وفيروس كورونا ظهر في بلاد المشرق عند العرب و عند
الايرانيين من يروج الى فائدة ابوال البعير لعلاج من مرض الكورونا ووصل سعر اللتر
الواحد الى 50 دولار للاسف هذه الظاهرة في تمدد وانتشار في بلدان العرب او المشرق
و كثير من الناس يعتقدون ان هناك فائدة طبية وصحية من شرب ابوال البعير زاعمين ان
هذا منصوص عليه في الاحاديث النبوية الصحيحة
عزيزي القارئ في كل يوم تطالعنا العقول الاعرابية ومن يدور بفلكها بأخبار جديدة وفتوحات طبية تكشف
المزيد من أسرار العلاج ببول البعير واجتراح المعجزات الطبية لهذا السائل العجيب الذي
يدره الإبل وهو في كل المصطلحات المعروفة اسمه بول إلا في المصطلح العروبي فهو دواء !! فبول البعير هو دواء عجيب غريب وله المزايا
التي تعجز كتب آل عربان و المستعربين عن جمعها ومن يعارض هذه العادة الجاهلية (شرب بول البعير) يتعرض الى التكفير و
التحقير و التصغير و هلم جرا و يعتبر كل من يعارض عادة شرب ابوال البعير مخالف
للاسلام و للحديث النبوي الذي يروجون انه نص على شرب ابوال البعير و التداوي بها
طيبيا امة تقدس الابوال فتحولت عقولها الى نعال استمعوا
جيدا لما نقول:
أبوال الأبل للعلاج بدعة فى دين الله ،اخترعها أعداء الآية أتباع الرواية
،والذين لا يفقهون علم الحديث (الجرح والتعديل والتوثيق)
بعض المتطفلين على كتب الاحاديث
النبوية يعتقدون ان كل حديث في كتب الائمة مثل البخاري او مسلم او غيرهم هم جميعا
احاديث صحيحة لا يجوز القول انها ضعيفة او موضوعة او فيها اخطاء وتناقضات
فهؤلاء الفقهاء الجدد لا يعلمون ان
البخاري ومسلم وكثير من روات الاحاديث اجتهدوا فقط في جمع الاحاديث المتواترة
واغلبهم لم يكن يمحص في هذه الاحاديث وثقة رواتها مما نتج عنه الاف الاحاديث التي
تتنافى مع العقل و مع روح الاسلام وتتنافى مع ايات من القران الكريم
لهذا ظهر بعد عملية جمع الاحاديث
علماء اختصوا عبر التاريخ في ما يسمى الجرح والتعديل في احاديث الرسول الكريم ونشات ما يسمى مدرسة الحديث ورغم كثير من
الصعوبات التي تواجه العلماء الدين المهتمين بعملية فرز الاحاديث الصحيحة من
المكذوبة وهذا لان هناك طائفة وهابية ترفض أي اسقاط لاحاديث في صحيح البخاري
لعلمكم جميع المرويات المتعلقة بالتداوي ببول
البعير المنسوبة للنبي عليه الصلاة والسلام غير صحيحة وباطلة وهذا جواب علمي وشرعي
لمن يعتقد ذلك:
إلى المسلم العاقل، وليس الناقل:
اولا :
مُصيبة كبرى أن يُنسب للنبيأنه أمر بشرب
أبوال الإبل للعلاج!!!
الحديث فعلاً موجود , وفي صحيح البخاري
لكن الراوي هو صحابي رضي الله عنه هو انس بن مالك وليس
حديث منقول عن النبي عليه الصلاة و السلام.
ثانيا :
وهذا ليس كل شيء فقد تبيّن أن هناك حديثين وليس حديثاً واحداً في
هذا الشأن!
فقد وضع البخاري
في صحيحه / كتاب الطب ( ج7 بابين اثنين أورد فيهما هذا الحديث الذي يرويه الصحابي أنس
بن مالك.
,وهما الحديثين في الواقع حديث واحد ولكنه مرويّ بصيغتين. والحديث يذكر قدوم
قومٍ غرباء (من قبيلة عُرينة ) الى المدينة مُعلنين اسلامهم وطالبين المساعدة والاحسان
من النبي(صلى الله عليه وسلم) فأمر لهم بإبلٍ ليساعدهم على ظروفهم القاسية. وتقول الرواية
ان هؤلاء القوم قد مرضوا وأصيبوا بنوعٍ من انتفاخ البطن فشكوا أمرهم للنبي الكريم
. وهنا نصل الى مربط الفرس . فهناك روايتان (منسوبتان الى نفس الصحابي- أنس) حول جواب
الرسول الكريم :
الحديث الاول يقول انه قال لهم "
اشربوا ألبانها "
الحديث الثاني يقول "
اشربوا ألبانها وأبوالها "
إذن اتضحت الصورة وحُلّت الاشكالية فالحديثين و الوقائع هي نفسها و القضية لا تعدو كونها
زيادة كلمة " وأبوالها" في الحديث – حسب الصيغة الثانية.
مجرد زيادة كلمة لا أكثر ولا اقل. وهذه
الكلمة الزائدة هي أساس المشكلة ومنها راح
من لا يعرف علم الحديث ولا مبدا الجرح والتعديل والتوثيق والرد وجعلوا من النجاسة
والبول دواء
تلك الزيادة في الحديث الثاني
(وابوالها), إذ بدونها لا مشكل في الامر لأنه ليس غريباً ولا مستهجناً أن يكون الرسول
(ص) قد نصح المرضى بشرب حليب الابل.
ففي ذلك الزمان لم تكن هناك أدوية غير
المنتجات الطبيعية والصحية , وحليب الابل – كغيره من انواع الحليب- مفيدٌ للجسم وهو
إن لم ينفع فلن يضر.
وهذه الكلمة الزائدة " وأبوالها
" قد يكون اضافها انس بن مالك أو غيره من سلسلة الرواة , نتيجة خطأٍ أو وهم ,
وأثبتها البخاري كما وصلته.
واما لماذا نقول كلمة ابوالها زيادة
في الحديث؟ فلأن الروايتين تتحدثان عن نفس الواقعة ,نفس الجماعة من قبيلة عُرينة الذين
مرضوا, نفس الحدث. وبالتالي لا يمكن أن يكون الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد قال الجوابين
معاً . فهو اما قال " اشربوا ألبانها " أو" اشربوا ألبانها وأبوالها".
واحدة فقط منهما قالها النبي الكريم والأخرى تُردّ.
وهكذا فإنه حتى بالنسبة للمسلم الذي
يعتدّ كثيراً بصحيح البخاري ويشعر بالحرج من ردّ بعض رواياته – مهما كانت غريبة أو شاذة – يمكن رد رواية
العلاج ببول الابل وبكل ثقةٍ وقوة.
نقول له : لا عليك يا أخي , لا تخف,
فأنت لا ترتكب اثماً ولا تجترئ على الدين حين تنبذ رواية العلاج ببول الابل. أنت
فقط ترد الرواية الغلط في البخاري وتقبل الصحيحة.
وتذكّر انه توجد روايتان ولا يمكنك أن تقبلهما
معاً. اقبل التي لا تتعارض مع صريح القرآن ومع العقل والمنطق , ودعْ عنك التي هي
ذخيرة بيد كارهي الاسلام يستخدمونها ضده للاستهزاء به من قبل الجماعات
التبشيرية المسيحية وحتى اليهودية وكل من يعادي الاسلام
تنبيه حول حديث يستدل به البعض على
طهارة أبوال الإبل:
" في أبوال الإبل و ألبانها شفاء للذربة بطونهم " .
اعلم ان هذا الحديث المنسوب للرسول عليه الصلاة و السلام ضعيف و لا يحتج به قال الألباني في كتابه ضعيف الجامع الصغير وزيادته حديث رقم 3991 وايضا في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة
" ( 3/595 ) :
ضعيف جدا
المشكل عند العروبيين وانصار بول البعير الذين لا يفقهون
علوم الحديث انهم يحبون كثيراً حديث شرب بول الابل (الرواية الثانية ) ويفضلونه
على الحديث الاول الذي ليس به ذكر البول.
ولسنا ندري لماذا يتمسكون بهذا الحديث المُستهجن
ويروّجون له في الوقت الذي لديهم مخرج سهلٌ لتجاهله – إن لم يكن ردّه ؟!هل لأنهم
مُغرمون بكل عجيبٍ وغريب؟ لكن الأمر هنا ليس عجيب وغريب بل بول قذر ونتن! لا ندري
ربما المسألة بحاجة الى تحليل نفسي.
ففي بلاد العربان تُخصص الميزانيات ويتفرّغ
باحثين ذوي عقول العربان للحصول على سبق علمي وتوجّه الجهود لاثبات روعة وعظمة بول
البعير وفوائده الكامنة التي يغفل عنها العالم المتحضر كله.
فهل بول الإبل من الطيب والطهور يا عقلاء
الأمة...؟؟؟؟؟؟؟!.
فهل بول الإبل أو بول أي كائن حي من الطيب
يا سادة أم من الخبائث. ؟!!!
إن من المصائب الكبرى أن نجد - في الوقت
الذي يتحدث العالم عن الاستنساخ، والليزر واستعمالاته، والهندسة الو راثية، والكترونيات،
وغيرها من الأبحاث العلمية في كل مجال. طب. هندسة. زراعة. صناعة. إلخ …إلخ…إلخ.!!!؟
.
وفي الوقت الذي تنقل الفضائيات صوتاً وصُورة
للعالم جديدًا كل يوم في جميع نواحي المعرفة - يخرج علينا من يُروج ويُؤيد خرافات:
شرب أبوال الإبل ويفضل التداوي ببول البعير على البنيسلين...؟!
هذه ابوال ... شيء تعافه النفوس , شيء
تخرج فيه قذارات الجسم لتنقيه, فهل نأخذ هذه القاذورات لنتداوى بها؟! ربما يقول البعض ان ابوال الحيونات يستخرج منها مواد طبية يصنع منها ادوية ومن ذلك يحتج انصار شرب ابوال البعير بصحة هذه الظاهرة لهؤلاء نقول لا مانع من أن يكون أي شيء في الطبيعة يُستخرج منه مادة او دواء للعلاج فكثير من سموم الافاعي و غيرها يستخرج منها ادوية و لكن لا احد يستهلك السم على طبيعته الاولى فهذا قاتل للانسان وينطبق هذا أيضا على بول الإبل والبقر و الحيوانات ولكن استخراج عنصر من مادة للعلاج يختلف عن أخذ المادة كما هي!!
وتذكروا ان فيروس كورونا الذي ظهر في الجزيرة العربية سنة 2012 م كان
الابل من بين الحيونات التي يحتمل انها نقلت العدوي بين الخليجيين وسمي المرض في
ذلك الوقت بفيروس الشرق الاوسط كما حذرت منضمة الصحة العالمية على موقعها الرسمس
انه ينبغي الالتزام بممارسات نظافة الأغذية. وعلى الناس تجنب شرب لبن الإبل النيء
أو بول الإبل، أو تناول اللحم غير المطبوخ بالشكل السليم.
Coronavirus du syndrome respiratoire du Moyen-Orient (MERS-CoV) - Arabie
saoudite
نصيحة للاعرابي و انصار ابوال البعير و من يفضلها على البنيسلين : تذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام (ان الابل خلقت من الشياطين و ان وراء كل بعير شيطان) تكبير.. الله اكبر.. الله اكبر.. ظهر الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا..
لعلمكم الثماني أنواع من البهائم المذكورة في سورة الأنعام التي أبيح أكل لحمها تعتبر
أبوالها وفضلاتها طاهرة وأن الصلاة في مرابض الغنم جائزة ورغم ذلك لا يجوز شرب ابوالها وبالقياس باقي الثمانية أصناف
جائزة الصلاة في أماكنها؟ لماذا الإبل مستثناة
فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النهي عن الصلاة في معاطن الإبل خاصة
من بين سائر الأنعام
والأصل في ذلك ما في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة: أن رجلا سأل رسول الله صلى
الله عليه وسلم أأتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا توضأ. قال: أتوضأ
من لحوم الإبل؟ قال: نعم فتوضأ من لحوم الإبل. قال: أصلي في مرابض الغنم؟ قال: نعم. قال: أصلي في مبارك الإبل؟ قال: لا.
وفي سنن أبي داود عن البراء بن عازب قال: سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مبارك الإبل؟ فقال: لا تصلوا في مبارك الإبل
فإنها من الشياطين. وسئل عن الصلاة في مرابض الغنم؟ فقال: صلوا فيها فإنها بركة. والحديث
صححه الألباني.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire